نعم الزواج هو قيد جديد يفرض على حريتك...أنا لا أنكر أن الزواج مفيد و صحي أو أنه استقرار نفسي و عاطفي....و أنا لست بصدد التطرق الى الدين و الإسلام و الأهمية الدينية لتحصين النفس....و لكني سأقولها بصوت عالي:الزواج له سيئات !!!
أولها و أبرزها الأولاد! نعم هم أعظم نعمة منها الله علينا و هم أملنا في المستقبل ...الخ و لكن من أهم و أبرز مساوئ الأولاد هي الحد من حريتك الشخصية، لا مزيد من ممارسة هوايتك المفضلة دائما يجب أن تضحي من وقتك لسعادة ابنك مهما كانت نفسيك و المشاعر التي تمر فيها يجب عليك أن ترمي أحاسيسك من الشباك لكي ترضي الملائكة الصغار.
لحد الأن لا أستطيع وصف شعوري عندما حضنت ابني في المستشفى لأول مرة و أذنت في أذنيه الصغيرتين و لكني بنفس الوقت لم أتوقع أبدا أن قدومه على الدنيا الكبيرة سيكون نهاية لكل شيء شخصي صغير في حياتي....لم أعتقد يوما أن هذا الطفل الصغير سييقظ الوحش الكبير الذي في داخلي و يحول شخصيتي بهذا الشكل الدرامي و أنا لا أبالغ في كلامي فأنا لا أذكر أبدا أنه مرت علي موجة غضب عارم كما حصل معي اليوم فبعد أسبوع شاق مقرف بالعمل لم أستطيع الجلوس بسلام و ممارسة هوايتي التي شبه اختفت مع الزواج و تلاشت بقاياها و ظلالها منذ قدوم ابني فأصبحت أقتنص الفرص المناسبة لكي أتنفس فيها و أفعل ما أحب...يا من نقرأ كلماتي ان لم يرزقك الله بأي ولد حتى لحظة قرائتك لمقالتي فلن تفهم كلماتي هذه بل و ستصفني بأبشع الكلمات الغير انسانية و تجردني من الانسانية و سوف تتساءل بشكل جدي عما اذا كان كاتب هذه السطور انسان سوي بعقل راشد بالغ يفهم هذه الحياة....عزيزي كلامي موجه لكل أب و كل أم كان يتمتع بحرية شخصية بقدر تكفيه لكي يشعر بالرضا النفسي و بأنه يأخذ و يعطي في هذه الحياة.
أنا اليوم طرقت باب البيت و خرجت لكي اجلس في المقهي اشرب الشيشة و انا لا اعلم لماذا كتبت هذه الكلمات فبعد قليل سأعود للبيت و كأن شيء لم يكن و لكن كلي أمل و أتضرع لربي أن لا يكون ابني عاق في المستقبل لا سمح الله أرجو من الله أن لا تكون تضحيتي هباءا منثورا....كمية المشاعر التي تختلجني كبيرة و متضاربة فأنا من جهة لازلت متضايق و لكني متأكد أنني سأضع هذا الشعور في زاوية النسيان في عقلي و أقفل على هذه الذاكرة على أمل أن تختفي بكبري و كبر ابني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق